هناك سؤال وجودي يقض مضجع الباتول. سؤال لا تجد له جوابا لدى أي كان. حين تطرح السؤال، ينظر لها الجميع ببلادة لا يفهمون المغزى من سؤالها، علاش العروسة كتبدل بزاف؟ ألا يكتمل الفرح إلا بهذا العرض الملون؟ يبدو العروسان كدمية تمارس دورا لا يشبهها. لعبة في يد النكافة، لا حيلة لها إلا الامتثال. يخيل للباتول أن الكل يتمتع في العرس المغربي إلا العروسين. الأكيد أنها شخصيا، ومن موقعها المتميز، تتمتع بمتابعة ما يحدث وبالإمعان في تكشيطات النساء الوافدات وكل الراقصين والراقصات. تراقب السرباية وتحلل محتوى بلاطواتهم. تأكل الحلوى والبريوات بنهم وتدندن مع المغني...
سألتها إحدى قريباتها علاش ماحناتبش فأجابت الباتول أنها لا تحب الحنة. عقبت القريبة المكشطة والممكيجة بأن الحنة ديال العرس مزيانة وكتجيب الفال المزيان. إيوة هاحنا بدينا فحشيان الهضرة....{ ولكن أنا درت الحنة في عرسي ومع ذلك تطلقت} ارتبكت القريبة لا تدري أي جواب تعطي للباتول. والتها خنزرت فيها وهي تقول مزمجرة {ديما محشمة بيا}. لم ينقد الباتول إلا صوت المطرب وهو يغني أغنية لعبد الحليم حافظ.جبار.بعض مطربي الأعراس بلداء لا يحسنون اختيار أغانيهم. واش جبار دبال العرس؟ ابتسمت الباتول وهي تفكر في أعماقها كيف الأغنية العربية رافقت تغير العقلية في شارع وعلاقة المحبين بالزمن. فبعد أن غنت أم كلثوم {في يوم في شهر في سنة} خفف عبد الحليم المدة وغنى {في يوم في شهر في سنة} ثم جاءت ورده بعده لتقول {في يوم وليلة} وسميرة سعيد التي قالت {ليلة حبيبي}. تناقصت المدة الزمنية تدريجيا ليتحفنا بهاء سلطان بأغنية { ثلاث دقائق، أشوفك، أقابلك} وليأتي مطرب أخر بعده يشنف أسماعنا بأغنية {تلفون صغير منك يطمني عليك} ...الحب في عصر السرعة أو تأثير التكنولوجيا على المشاعر البشرية. على أحد الباحثين أن ينكب على الموضوع بجدية.