الباتول مدعوة لحضور زفاف إحدى قريباتها، لكنها لا تحب الأعراس والحفلات التي تفتقد للحميمية. والعرس أكبر علامات ورموز هذا النوع من الاحتفالات التي يجتمع فيها المئات من الأشخاص، أغلبهم لا تربطه بالمعنيين بالأمر – أي العروسين- أي صلة. هي نفسها لا تجمعها بهذه القريبة إلا صلة عائلية بعيدة جعلت والوالدين مصرين على الاحتفاظ بها للأعراس والمآتم والجنازات.
كادت الباتول أن ترفض الدعوة، لولا أن شيئا ما في داخلها جعلها تهرب من صراع جديد مع والتها، التي تتصور بأن رفضها الذهاب للأعراس نابع من غيرتها من كل نساء وفتيات العائلة والحومة اللائي يتزوجن، في حين تبقى هي مرابطة بالبيت العائلي لا تعرف عنه فراقا. والدة الباتول لا تفهم أن هذه الأخيرة لا تحب العرس المغربي في حد ذاته، بغض النظر عن كونها امرأة مطلقة باقي مسهلش ليها الله فشي نقرة فاش يغبر نحاسها. كما أن الباتول لا تعتبر نفسها نحاسا ولا تفتش أساسا عن نقرة تغبر فيها نحاسها. الباتول لا تحب النقرة أساسا. هي تفضل المجوهرات والحلي الملونة التي تغيرها حسب مزاجها وحسب المناسبات. والدة الباتول كتزيد تحك على الدبرة وتؤكد لابنتها بأنها قد تجد عريسا في العرس. علاش لا؟ لا تذكر الباتول أين قرأت عبارة مضحكة مفادها أن الحل الوحيد والأنجع لمواجهة مشكلة الطلاق هو عدم الزواج.
المهم، لبست الباتول التكشيطة ومشات عند الكوافورة ومشات للعرس. وصلت العائلة لقاعة أفراح مكتظة بوجوه لا تعرف الباتول منها إلا النزر اليسير. يمكن يكونو من عائلة العريس.. ولا خوت مول القاعة. اختارت الباتول موقعا استراتجيا قريبا من العروس وحلبة الرقص ومقابلا للمدخل. موقع رائع يمكنها من ممارسة رياضتها المفضلة خلال الأعراس والجنازات، التبركيك. وإلا فكيف تقضي وقت السهرة التي لا تنتهي عادة إلا مع بزوغ الفجر؟